امريكا اتخذت قرارها : انقاذ لبنان لن يكون مجانياً ….. تحقيق مطالب المتظاهرين ونظام سياسي جديد من اجل الضغط على الحزب !

في خطوة يُتوقّع أن ترخي بظلالها على الحكومة العتيدة- بشكل أو بآخر- مع استعداد الرئيس ميشال عون لبدء الاستشارات النيابية الاثنين، كشفت صحيفة “ذا ناشيونال” الأميركية أنّ مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل يستعد لزيارة لبنان الأسبوع المقبل. وفي التفاصيل التي أوردتها الصحيفة أنّ هيل، الذي سبق أن شغل منصب سفير بلاده في لبنان، سيكون المسؤول الأميركي الأرفع الذي يزور بيروت، منذ اندلاع انتفاضة 17 تشرين الأول.

ولن تقتصر زيارة هيل إلى الشرق الأوسط على بيروت فحسب، بل سيتوجه إلى العراق، الذي يشهد احتجاجات واسعة وتخبطاً بعد استقالة رئيس الحكومة عادل عبد المهدي، وهي الخطوة التي تحمل في طياتها دلالات كثيرة، لا سيما أنّ كثيرين يربطون بين متغيرات الصراع الأميركي-الإيراني ومصير الساحتيْن اللبنانية والعراقية.

قراءة زيارة هيل لا يمكن أن تتم بمعزل عن قرار واشنطن الإفراج عن المساعدة العسكرية المقدرة قيمتها بـ105 ملايين دولار أميركي بعد أشهر من تعليقها من دون مبرر من جهة، وتقرير وكالة “بلومبيرغ” عن تدخل وزير الخارجية مايك بومبيو “شخصياً” للإفراج عن مساعدة اقتصادية للبنان بقيمة 115 مليون دولار من جهة ثانية؛ حيث تقول مصادردبلوماسية إن بومبيو يتابع الوضع في لبنان باهتمام منذ زيارته إلى بيروت في نيسان الماضي،”لذا قرّر توفير الدعم للأوضاع في لبنان؛ على الأخص في المجالين الاقتصادي والمالي، بعد وصولها إلى الهاوية”.

كما تأتي زيارة هيل بعد فشل الطبقة السياسية اللبنانية في اجتذاب دعم مالي من المجتمع الدولي، مع تحذير الاقتصاديين من انهيار اقتصادي. وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة عن مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، الذي مثّل بلاده في اجتماع المجموعة الدولية لدعم لبنان، قوله إنّ الجهات التي حضرت الاجتماع اتفقت على تقديم مشورة تقنية للمؤسسات اللبنانية، حيث ستمتنع عن توفير حزمة الإنقاذ المالي أو الدعم المالي اللذيْن طلبهما رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري من دون إجراءت إصلاحية جدية. وقال شينكر: “لن تكون هناك حزمة مساعدات ولا حزمة إنقاذية”، مضيفاً: “لن يتم إنقاذ لبنان من الفوضى المالية الواقع فيها”.

مساعدات محدودة.. وماذا عن الحكومة؟

وفي حديث مع وكالة “أسوشيتد برس”، قال شينكر إنّ المجموعة تدرس إرسال مساعدات إنسانية محدودة للبنان، للحد من معاناة السكان، من دون أن يحدد زمانها أو حجمها.

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، للصحافيين في واشنطن، إنّ “المسؤولية تقع بين يديْ اللبنانيين من أجل الضغط من أجل نظام سياسي جديد”. وقال بومبيو إنّ بلاده مستعدة لمساعدة اللبنانيين على “إصلاح اقتصادهم وحكومتهم”.

وعلى الرغم من التصعيد الأميركي على مستوى العقوبات على “حزب الله”، حيث يتردد أنّ وزارة الخارجية الأميركية تعتزم الكشف اليوم عن إدراج أسماء جديدة “مقرّبة من الحزب” على لائحة العقوبات، أصّر شينكر على أنّ بلاده لا تضع شروطاً على مستوى الأحزاب التي يمكن أن تشارك بالحكومة الجديدة.

وعلّق شينكر قائلاً: “التزمنا حتى اللحظة بالتركيز على مجموعة مبادئ، لا تشمل اسم رئيس الوزراء، ولا وزير المالية، ولا الحزب الذي ينتميان إليه، ولا الديانة التي يعتنقانها، بل تشمل قدرتهما على إجراء إصلاحات”.

ماذا يتوقع المحللون من زيارة هيل؟

من جهته، شدّد البروفيسور المساعد في جامعة واشنطن، فراس مقصد، على أنّ إنقاذ لبنان مالياً لن يكون مجانياً، قائلاً: “تصر الولايات المتحدة على رهن كل مساعدة مستقبلية للبنان بتشكيل حكومة قادرة على تلبية طلبات المحتجين بإجراء إصلاحات مجدية”، مضيفاً: “سيوصل ديفيد هيل هذه الرسالة الصارمة للمسؤولين في بيروت”. وتابع مقصد: “تجمع المقاربة الأميركية بين القيم الأميركية المتعلقة بدعم مطالب الشعوب المحقة، وبين أهدافها الجيوسياسية العاجلة أكثر والمتمحورة حول الضغط على حلفاء إيران بمن فيهم “حزب الله”.

المصدر : المصدر: ترجمة “لبنان 24” – AP – The Nationa