حسان الحسن: هذا هو العرض الذي طرحه “الثنائي” على الرئيس المكلف

إعتبر الإعلامي حسان الحسن، أن من المبالغة فيه، القول:

“أن المكونات اللبنانيين، توصلوا الى حلٍ، أو بداية حلٍ، للأزمة الحكومية الراهنة”. وفي الواقع، أن اللقاء الأخير، الذي عقد في الساعات الفائتة، بين “الخليلين” وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل (المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري) وحسين الخليل (المعاون السياسي للأمين العام ل ح ز ب الله) ورئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب، وقبلها زيارة الوزير خليل، لدار الفتوى، ولقائه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، فقد خرج عن هذين اللقائين، أجواء إيجابية، بحسب المعلومات التي تسربت عن اللقائين المذكورين. فذلك يؤشر الى أن هتاك نية لدى الثنائي الشيعي “حركة أمل” و”ح ز ب الله”، بسلوك طريق الحل المرتجى للأزمة المذكورة، وصولا الى التوافق على تشكيل الحكومة المرتقبة. أي أن هذه الأجواء، أدت الى فتح كوة صغيرة في جدار الأزمة الحكومية، على حد تعبيره.

 

وأشار الحسن في حديثٍ الى قناة العالم الإخبارية، ضمن برنامج “الحدث” أمس، الى أن هناك تقديرات، تتحدث عن إمكان ولادة الحكومة الجديدة، مطلع الأسبوع المقبل، بنسبة تترواح بين 30 الى 40 بالمئة، عقب هذه الأجواء المذكورة.

 

ونقل عن مصادر موثوقة، الى أن الخليلين، تجاوزا مبادرة الرئيس سعد الحريري، تحديداً في شأن عقدة وزارة المال في الحكومة المرتقبة، فقد حملا، عرضاً للرئيس المكلف، أمس، من الثنائي الشيعي، بتسليم الرئيس أديب، لائحة من 10 أسماء تضم مرشحين الى وزارة المال في حكومته المنتظرة، ينتقي منها أسماً، لتولي هذه وزارة، ولكن مع التشديد على الالتزام، بالتشاور مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، حرصاً من “الثنائي” على احترام الدستور، وعدم تجاوز صلاحيات رئيس الجمهورية الدستورية، وفي حال لم يقتنع عون وأديب، بأي من الأسماء المدرجة في اللائحة المذكورة، يقدم “الثنائي”، لائحة جديدة من 5 أسماء جدد، لانتقاء أسم منها، ودائماً وفق معلومات الحسن.

 

وقال الحسن: “في ضوء هذه الأجواء الإيجابية، التي سادت لقاء أديب بالخليلين، وأكدتها قناة المنار بدورها أيضاً، ننتظر رد الأول، طبعا، بعد العودة الى مرجعيته السياسية والطائفية. لنعرف كيف ستتجه الأمور فعلياً”.

 

ولفت الى أن هناك تكتم عن تفاصيل المباحثات، بين أديب والخليلين، بناء لطلب الأول. وهناك التزام بهذا الطلب من الطرف الثاني، على أن تتبلور الأمور في الساعات المقبلة.

 

الحريري:

وإعتبر الحسن أن بيان الحريري، يوحي وكأن لبنان “مشيخة مسجلة باسمه في الدوائر العقارية”، يعيّن فيها الحكّام، ويوزع الحقائب الوزارية كما يشاء، غير متكرثٍ للدستور ومؤسسات الدولة، وفي مقدمها موقع رئاسة الجمهورية. والأنكى من ذلك أنه رسم الدسنور المستقبلي للبلاد، فقد حدد للشيعة توليهم وزارة المال، لمرة واحدة فقط، بعد حرمان الطائفة الشيعية من إنتقاء أسم وزير المال. وأكد أن أداء الحريري، يشكل تجاوزاً فاضحاً للدستور، والوكالة الشعبية التي أعطيت للبرلمان. بعدما فشل الحريري في استمالة السعودية، من خلال هذا الأداء، فاصطدم بالثنائي الشيعي، وبالرئيس نبيه بري، الذي وقف الى جانب الحريري في محطات عدة، خصوصا بعد احتجاجات تشرين الأول الفائت، من خلال تمسك بري بالحريري، كمرشح دائم لرئاسة الحكومة. وعطل الحريري أيضاً من حيث لا يدري المبادرة الفرنسية، عبر رفضه تولي الشعية حقيبة المال، قبل إنعطافنه الأخيرة، بعدما حاول إعادة “تزخيم” دوره في الساحة السنية.

 

رؤساء الحكومات السابقين:

ولفت الحسن الى أن رؤساء الحكومات السابقين، حاولوا التلطي وراء المبادرة الفرنسية، وإيجابية رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، تجاه مهمه أديب، من خلال فرض اجندتهم على البلد، تحديداً على رئييس الجمهورية، مستغلين الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، فقد سعوا الى بناء سلطة بديلة، تتجاوز الأكثرية النيابية، من خلال السعي الى تأليف حكومة، سموها بالمستقلة. تتحكم بمفاصل البلد، حتى ولو لم تحظ بثقة مجلس النواب، فتبقى حكومة تصريف أعمال، تدير دفة الحكم. غير أنهم اصطدموا بموقف الرئيس عون، الذي استخدم حقه الدستوري، ولم يوقع مرسم تشكيل الحكومة، قبل القيام بالاستشارات للتأكد من أن هذه الحكومة، ستنال ثقة البرلمان، كي لا تذهب حكومة تصريف الأعمال الراهنة، وتحل محلها حكومة تصريف أعمال جديدة، برئاسة أديب. فكاد هذا التصرف الأرعن من “عصابة الأربعة” ان يأخذ البلد الى فتنة طائفية ومذهبية في آنٍ معاً، على حد تعبير الحسن.

 

وهنا سأل الحسن، ماذا لو طالبت هذه الحكومة بنزع سلاح ا ل م ق ا و مة؟ كيف يوافق الثنائي على حكومة من تصميم تلك العصابة؟ ورأى أن يبدو ان لدى السنيورة حنين الى العودة الى تجربة 2006، وحكم البلد منفردا، وبحكومة غير ميثاقية، على اعتبار أن رئاسة الحكومة سلطة قائمة يذاتها. وقال: ” لكن، انفخت الدف وتفرقوا العشاق”، فلم يعقد رؤساء الحكومات السابقين، اجتماعات في الايام الثلاثة الفائتة، كالمعتاد.

 

الفرنسيون:

وأشار الى أن من الواضح أن الموقف الفرنسي، متايز عن الموقف الأميركي في الملف اللبناني، كذلك فأن الفرنسيين، لن يتخلوا عن مبادرتهم، حتى تشكيل الحكومة المرتقبة. وقد يكون للتواصل الفرنسي – الايراني، وقعا ايجابيا على الأوضاع في لبنان، خصوصاً بعد الموقف الفرنسي الرافض للعقوبات الأميركية على ايران في مجلس الامن.

 

السعودية:

وعن دعوة العاهل السعودي الملك سلمان لنزع سلاح ح ز ب الله، رأى الحسن، أن الدور السعودي ضمر في المنطقة، وماضٍ الى مزيد من الضمور، ونحاول السعودية من خلال هذا الصراخ، اثبات حضورها لا أكثر، خصوصا بعد تعاظم دور كل من: ايران وتركيا في المنطقة. وقال: “للمناسبة، إن بيان الحريري المذكور آنفاً، يحمل نكهة فرنسية، لا سعودية”.

 

العلاقة بين “التيار” و”الحزب”

وعن علاقة التيار الوطني الحر، ب ح ز ب الله، إستند الحسن الى موقف باسيل، الذي جزم فيه مراراً، أن العلاقة الاستراتيجية ثابتة مع الحزب، وأن التمايز في المواقف من بعض الشؤون، أمر طبيعي، كالتعاطي مع مسألة تشكيل الحكومة المرتقبة، على سبيل المثال لا الحصر. وأكد تمسك التيار بموقف باسيل المسهل لعملية التأليف الحكومة، شرط التزام رئيسها المكلف بالدستور.

تيار.اورغ