عائلة الدكتور زراقط تتحدّث عن اللّحظات الأخيرة من حياته..

(محمد باقر ياسين/ كورونا نيوز)

يومٌ تلوَ الآخر والمعركة المستمرة مع جائحة كورونا تخلّف المزيد من الإصابات وكذلك الوفيّات، وفي أي معركة دوماً تتّجه الأنظار نحو خط الدّفاع الأوّل، الذي يتجسّد الآن بالجيش الأبيض من الأطبّاء والممرّضين، لكن فجر اليوم كان غير كل فجر، حمل معه نبأ ترجّل فارس لبناني من فرسان مواجهة كورونا، طبيبٌ شهد له الجميع باندفاعه وصلابته بمواجهة الفيروس، طبيبٌ لم يتخلّى عن واجبه وظلّ صامداً حتّى خطفه كورونا منّا، فقد خسرته الإنسانية جمعاء وكذلك وطنه وعائلته الطبية والعائلة اللّبنانية الكريمة.

الدكتور محمد زراقط لم يستسلم لكورونا بل ظلّ يقاوم حتّى الرّمق الأخير، لكن شاءت الأقدار أن يغيب عنّا الموجّه والمُرشد والنّاصح الطّبي الذي كان فخراً لوطنه وسنداً للجالية اللّبنانية في إيطاليا، فماذا قالت العائلة عن الدكتور محمد زراقط لموقع “كورونا نيوز”؟

بحُرقةٍ وألم تتحدّث أخت الدكتور الشهيد محمد زراقط لموقع “كورونا نيوز” عن صدمة تلقّيها نبأ استشهاده فجر ذلك اليوم الحزين، وتكمل الأخت المفجوعة بفقد أخيها أنّ “الدكتور الشهيد كان من الأطباء الأوائل الذين تقدّموا لساحة معركة كورونا، لكن القدر شاء أن يُصاب الدكتور الشهيد بالفيروس أثناء تقديمه الواجب الإنساني، لكي يرقد في المشفى الذي كان هو يُبلسم آلام مرضاه هناك”.

تُضيف:”الشهيد منذ أسبوع وهو في المشفى يواجه الفيروس الذي أصابه وقد أشرف على حالته نُخبة من أصدقائه الأطباء ومن بينهم ابنته، وقبل يومين من الوفاة كانت هناك إشارات لتحسّن حالته الصحيّة”، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان، حيث “دقّ الهاتف فجراً وابنة الشّهيد المفجوعة تُخبر عمّتها بفقد أبيها الدكتور محمد زراقط”، العائلة المفجوعة كما كانت أثناء مرضه تدعوا وتصلّي لشفائه هي اليوم تحتسب أمرها عند الله وهي فخورة بابنها الشّهيد الذي رفع اسم عائلته لكي يحلّق في سماء الإنسانية.
ولدى سؤالها عن آخر مرة التقت بها شقيقها الرّاحل؟ تقول: “في العادة لا يترك فرصة تسنح له إلّا ويأتي إلى لبنان لكي يزور العائلة، حيث كانت آخر زيارة له في سنة 2019 وبعد انتشار كورونا في إيطاليا وقف الطبيب إلى جانب الجالية اللّبنانية في ايطاليا إضافةً إلى دوره في مُحاربة الوباء إلى لحظة وفاته”.

وعن حرصه الشّخصي تقول: “كان الراحل دائم الحرص على سلامته الشخصية وسلامة العائلة والجميع، يتّصل بهم باستمرار وينصحهم ويزوّدهم بالإرشادات لكي يحموا أنفسهم، لكنّه سقط في قلب المواجهة التي تحسّب لها”.
وغاب الطبيب محمد مخلّفاً جرحاً في قلب عائلته ولبنان المُغترب الذي خسر جهود طبيبٍ متفانٍ بعمله ومخلصٍ لوطنه ورسالته الإنسانية.

وقد نعت السّفارة اللّبنانية في روما الدكتور محمد علي زراقط الذي توفي أثناء قيامه بواجِبه الإنساني، متأثّراً بإصابته بجائحة “كورونا”.

كما صرّحت السّفيرة اللّبنانية في روما ميرا ضاهر لـ”الوكالة الوطنية للإعلام”: “خسرنا نموذجاً وطنياً ذا وجه إنساني قدّم الكثير لوطنه لبنان. كان دائماً أوّل من يستجيب لخدمة وطنه”.

أضافت: “خسِرت الجالية اللّبنانية في إيطاليا أحد أهم أطبّائها، الذي عمل في الصّفوف الأولى منذ بروز جائحة “كورونا” مخاطراً بحياته من أجل إنقاذ الآخرين.

وأكملت “الدّكتور محمد علي زراقط ابن الجنوب اللّبناني، سقط على أرض الواجب الإنساني وهو في الخطوط الأولى في مواجهة الوباء الخبيث عدو البشرية”.

وبدورها نعت جمعية الصداقة الإيطالية العربية على موقعها الشهيد محمد زراقط، ” نتقدّم بأحرّ التّعازي وأصدق المُواساة إلى عائلة الدكتور الرّاحل وذويه وأيضاً إلى الجالية اللّبنانية والعربية في ايطاليا وإلى الشعب الايطالي الكريم وإلى الإنسانيّة جمعاء التي لا تزال تخوض غمار معركة المواجهة مع هذا الوباء المستجد، راجين المولى ان يتغمّد فقيدنا الغالي بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنّاته ويلهم ذويه الصّبر والسلوان”.

كذلك نعى رئيس جمعية أصدقاء لبنان في إيطاليا الأستاذ حسّان عاصي خلال مُداخلة على قناة المنار، الشهيد حسن وقد تحدّث باسم الجالية اللّبنانية هناك قائلا: “الجالية اللبنانية تلقّت بكثير من الأسى والحزن خبر الوفاة لأنّ الشهيد ساهم بخدمة الجالية اللبنانية ومساعدتهم في التّصدي لجائحة كورونا”، وكان يترك منزله وعمله لكي يساعد الناس ويبادر إلى خدمتهم، وفقده له كبير الأثر في قلوب الجَالية اللّبنانية”.