ماساة في لبنان: الطفل علي (8 سنوات) انتظر عودة ابيه ‘ملحم’ من عمله ليحتضنه…. فاحتضن نعشاً يحوي جثته بعد الحادث المروع وأغمي عليه باكياً

كأن اللبناني لا تكفيه مصائب الدهر التي تهل عليه بين اليوم والآخر، لتقتله تهور سائق أناني أهوج تجرد من أدنى معايير الاخلاق والمسؤولية في وطن تخاف من الفوضى فيه حتى المخلوقات التي تحكمها شريعة الغاب….

وها هو الطفل علي (8 سنوات) يجسد نموذجاً حياً صارخاً لحال أطفال كثر يتمتهم الفوضى على طرقات لبنان وحرمتهم المعيل الأول لعائلاتهم….فالطفل علي الذي كان ينتظر عودة أبيه الشاب ملحم طفيلي (34 سنة) ليحتضنه ويلاعبه، بعد رحلة عناء طويلة يجول خلالها في شوارع العاصمة بيروت سعياً على الاقدام ليعود بقسط من حاجيات عائلته، استقبله بالأمس جثة هامدة بعد تعرض الفان الذي يقله للحادث المروع على طريق ابلح-نيحا في البقاع…. وقد أبكى “علي” جميع الحاضرين لتعزية أهل الفقيد على بكائه الذي اوصله حد الاغماء كما افاد بعض المقربين…. فبينما كانوا يبكون أباه الفقيد، بكوه أكثر هو واخوته بعد ان خسروا سندهم القوي والحضن الدافئ الحنون الذي كان سيذود عنهم مآسي الدهر وآلامه…فمن لهم بعده الآن؟

قيل الكثير وسيقال…. شهداء لقمة العيش…ضحايا الفوضى…. فرائس الاهمال والفساد…ولكن كلنا سنمر على الخبر مرور الكرام بعد ايام وشهور وتبقى الحسرة والفجيعة من حصة الأحبة وما أكثرهم في الحادث الدموي الذي أدمى قلوب البقاعيين خصوصاً واللبنانيين عموماً….
الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والعقل والضمير للمسؤولين عن كبح جماح القتل على طرقاتنا…