متغيّرات كثيرة تنتظر عكّار في الإنتخابات النّيابية المقبلة

كتب عبد الكافي الصمد في موقع أحوال:

أكثر من متغيّر إنتخابي يُتوقّع له أن يدخل على دائرة الشّمال الأولى المتمثّلة في محافظة عكّار، بدأت تسريبات كثيرة تتحدّث عنها في الآونة الأخيرة،

ما سيدفع القوى السّياسية الفاعلة في المنطقة إلى إعادة قراءة المستجدّات، والتي على أساسها يُفترض أن تعلن ترشيحاتها وبناء تحالفاتها الإنتخابية.

أبرز هذه المتغيّرات إعلان مدير أعمال نائب الحكومة السّابق عصام فارس في لبنان ورئيس بلدية رحبة السّابق، سجيع عطية، ترشّحه للإنتخابات النّيابية المقبلة،

وهو ما ترجمه في نشره ملخصاً لبرنامجه الإنتخابي على صفحته الخاصّة على منصّات وسائل التواصل الإجتماعي، في 12 تشرين الأول (إكتوبر) الجاري، تحت عنوان “معاً من أجل إنماء عكّار”، بعدما كان سبق ذلك نشر عطية في الخامس من الشهر نفسه صورة تجمعه مع فارس، في رسالة أراد منها الإشارة إلى أنّه يحظى بدعم فارس له.

إحتمال ترشّح عطية في الإستحقاق الإنتخابي المقبل في عكّار أعاد إلى الأذهان تجربة ترشّح شخصية مقربة من فارس في دورة إنتخابات 2009 هو نضال طعمة، وفوزه حينذاك بأحد المقعدين المخصّصين لطائفة الروم الأرثوذكس، واحتمال تكرارها مجدّداً، بعدما عزف فارس عن الترشّح والمجيء إلى لبنان منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005.

غير أنّ طعمة فاز بمقعده النيابي عامها بعدما حجز مقعداً له على لائحة “تيّار المستقبل” الذي تحالف معه، فهل سيتكرّر تحالف مرشّح فارس، وهو عطية هذه المرّة، مع التيّار الأزرق في عكّار، أم أنّه سيتحالف مع آخرين؟

تبدو الإجابة اليوم عن هذا السّؤال سابقة لأوانها، لأنّ قراءة وتحليل الواقع الإنتخابي والسّياسي والتحالفات المفترضة تبدو غامضة؛ فدائرة عكّار التي خصّص لها القانون 7 مقاعد نيابية موزعة كالتّالي: سنّة 3، روم أرثوذكس 2، موارنة 1 وعلوي 1، تنتظر وضوح صورة التحالفات الإنتخابية المقبلة كي يُبنى على الشيء مقتضاه.

ففي دورة إنتخابات العام 2018، فازت لائحة “تيّار المستقبل” و”القوّات اللبنانية” بمقاعد السنّة الثلاثة، وليد البعريني، محمد سليمان وطارق المرعبي، هادي حبيش عن المقعد الماروني ووهبي قاطيشا عن أحد المقعدين الأرثوذكسيين، في حين فازت لائحة “التيّار الوطني الحرّ” بالمقعد الأرثوذكسي الثاني الذي ذهب إلى أسعد درغام وبالمقعد العلوي الذي حظي به مصطفى حسين.

لكنّ ملامح الإنتخابات المقبلة تبدّلت، فالتحالف الذي نشأ بين “تيّار المستقبل” و”القوّات اللبنانية” لم يعد قائماً بسبب خلافاتهما، من غير أن يتّضح بعد الحليف المحتمل للطرفين في الإنتخابات المقبلة، كما أنّ التيّار البرتقالي الذي تمكّن من حصد مقعدين له بفضل تحالفه مع النّائب السّابق محمد يحيى، الذي يحظى بشعبية في منطقة وادي خالد (حصل حينها على 8137 صوتاً تفضيلياً)، ليس معروفاً بعد إن كان الأخير سيجدّد تحالفه معه، أم سيبحث عن تحالف آخر يمكّنه من العودة للمجلس النيابي عوض أن يكون رافعة للآخرين.

ثاني المتغيّرات هو الحديث الذي بدأت تتناقله أوساط في عكّار عن تحالف “تيّار المستقبل” مع “تيّار المردة”، وضم مرشّح الأخير النّائب السّابق كريم الراسي إلى لائحته المرتقبة، في ضوء تحالف التيّارين في انتخابات نقابة محامي طرابلس المنتظرة في 21 تشرين الثاني المقبل،

وهو تحالف أشارت أوساط سياسية لـ”أحوال” إلى أنّه “لن يبقى تحالفاً ضمن الإطار النقابي فقط، بل سيمتد إلى التحالف الإنتخابي في جميع الدوائر الإنتخابية التي للتيّارين وجود فيها، ومنها عكّار”.

وفي هذا الإطار، كشفت إستطلاعات رأي أُجريت في عكّار مؤخّراً، واطّلع “أحوال” على ملخص عنها، أنّ المقعدين الأرثوذكسيين للنّائبين قاطيشا ودرغام ليسا مضمونين لهما في الإنتخابات المقبلة، بسبب التبدّل المرجّح للتحالفات واللوائح، وبأنّ الأصوات التفضيلية التي حصل عليها قاطيشا (7911 صوتاً) ودرغام (7435 صوتاً) ليست ثابتة لهما، كما أنّها قد لا تكفي لتجديد فوزهما أو فوز أحدهما مجدداً، مقابل أبرز المنافسين لهما، الراسي الذي حصل على 2590 صوتاً تفضيلياً، وعطيّة.

أمّا ثالث المتغيّرات فهو الحديث عن احتمال دخول رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى حلبة التنافس الإنتخابي في عكّار، بتمدّده إليها وعدم إبقاء نفوذه وحضوره السّياسي في طرابلس فقط، وتشكيله لائحة إنتخابية بالتحالف مع بعض الشخصيات، ما سيجعل “تيّار المستقبل” يخسر حتماً أحد المقاعد السنّية الثلاثة لمصلحة فوز أحد مرشحي لائحة ميقاتي، ذلك أنّ إستطلاعات الرأي تفيد عن خسارة محتملة لأحد النّائبين محمد سليمان الذي حصل في دورة إنتخابات 2018 على 14911 صوتاً تفضيلياً، وطارق المرعبي الذي نال 14145 صوتاً تفضيلياً، في حين يرجّح إحتفاظ النّائب وليد البعريني بمقعده نظراً لقاعدته الشعبية الأوسع بحصوله عامها على 20426 صوتاً تفضيلياً.

مقابل ذلك، تشير التوقعات إلى أنّ عضو “كتلة المستقبل” النّائب هادي حبيش يرجّح أنّ يحتفظ بمقعده، وهو الذي نال في الإنتخابات السّابقة 13055 صوتاً تفضيلياً، في حين يبقى المقعد العلوي بانتظار التحالفات وتشكيل اللوائح وتبلور أسماء المرشحين، ومن أبرزهم النّائب مصطفى حسين الذي حصل في دورة الإنتخابات السّابقة على 1353 صوتاً تفضيلياً، وحسين السلوم، أهم منافسيه، الذي نال 4245 صوتاً تفضيلياً.