التفكير قبل النوم، وترك الخيال ليتجاوز آلاف الحدود، من أكثر الكوابيس التي تؤرق آلاف الناس حول العالم، وهو ما دفع الباحث هانز جونتر فيس المتخصص في طب النوم لتقديم توصيات بخصوص هذا النوع من المشكلات الذهنية.
يؤكد هانز جونتر فيس أن هذا النوع من التفكير الليلي سيجعل الإنسان يربط السرير وغرفة النوم بالقلق والمشاكل.
ويوصي فيس بعدم فعل أي شيء يحفّز التفكير في أوقات ما قبل النوم، وإنما القيام بما يساعد على الاسترخاء كالاستماع إلى الموسيقى مع ضوء خافت، كما يجب تجنّب الأنشطة المحفزة قبل النوم كتصفح الانترنت.
لكن لو بقيت أفكارك متيقّظة، ربما من الأفضل عليك قراءة كتاب أو استخدام تطبيق محفّز للنوم.
ويقول فيس، وهو يشغل أيضاً عضو بالمجلس التنفيذي بجمعية النوم الألمانية، إن نحو 6 بالمئة من سكان ألمانيا يعانون لأسباب مختلفة من مشاكل في الدخول في النوم أو البقاء نائمين وهي تكون خطيرة بما يكفي ما يستدعي علاجا. ويعاني ما بين رُبع وثلث السكان من الأرق أحيانا.
في سوريا يختلف الأمر، إذ تزيد نسبة من يعانون من مشكلات متعلّقة بالنوم والتفكير ما قبله عن تلك الموجودة في ألمانيا، حيث يقول الناشط في مجال الطب النفسي، كريم حمدان لـ”بروكار برس” إن “الحرب واللجوء والصدمات المتتالية أهم أسباب الأرق، والتفكير المستمر ما قبل النوم”.
ويردف حمدان “عدم الاستقرار يولّد أفكاراً كثيرة، ما تلبث إلا أن ترافق الأشخاص إلى فراشهم، وتدفعهم إلى السهر ساعات طويلة، بحثاً عن حلول أو طرق للنجاة مما هم فيه”.
ويتابع حمدان “أنا أنصح كثيري التفكير الليلي، بتدوين أفكارهم على ورق، وتحديداً تلك الأفكار التي تسبب القلق الدائم، حيث من المتوقّع أن تختفي لاحقاً، مع تكرار كتابتها، ثم عدم تضخيم الأحداث بصورة مبالغ فيها، وهو ما نسمّيه نحن الإيمان بالله وبقضائه”.
وعدا عن السوريين الموجودين داخل سوريا، أكدت دراسة لوزارة الهجرة الهولندية منتصف عام 2018 أن 40% من السوريين في هولندا يعانون من مشاكل متعلقة بالصحة العقلية والنفسية، معتبرة أن أحد أهم أسباب تلك المشاكل هي رحلتهم المليئة بالمصاعب قبل وصولهم إلى هولندا.
المصدر: وكالات + بروكار برس